الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


من زعم أن ذا القرنين حميري

روينا من حديث ابن الواسطي، قال: نبأ عمر بن الفضل بن المهاجر، عن أبيه، عن الوليد بن حماد الرملي، عن محمد بن العباس، عن عمران بن موسى البغدادي، نبأ السلام بن داود، نب أحمد بن نباتة، عن سلمة بن أبي سلمة الأبرش، عن محمد بن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي القرظي، قال: سمعت إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله يحدث، عن أبيه، عن جده يرفعه، قال:

إن ذ القرنين كان ابن رجل من حمير، وكان قد وفد إلى الروم، فأقام فيهم. وكان أبوه يسمى الفيلسوف لعقله وأدبه. فتزوج في الروم امرأة من غسان، وكانت على دين الروم، فولدت ذا القرنين، فسمّاه أبوه الإسكندر. فهو الإسكندر ابن الفيلسوف الحميري، و أمه رومية غسانية.

قال ابن إسحاق: قال أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي: ولذلك يقول تبّع الحميري لما فخرنا بأجداده في قصيدة يفخر بذي القرنين، جده الأكبر:

قد كان ذو القرنين جدي مسلما ملك تدين له الملوك وتحشد

بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمر من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد

حدثنا محمد بن العباس، قال عمران بن موسى، قال السّام بن داود: وليس كل الناس يعلم أنه من حمير، ولا يعرف أباه، وإنما نسبته الروم إلى أمه لأن أباه مات وهو صغير، وخلّفه في حجر أمه. ولقد كان أبوه من أهل الملك والثروة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!