الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خلافة أبي ليلى معاوية بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان. وأمه أم خالد بنت أبي هشام بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. بويع يوم مات أبوه يزيد باستخلافه. نقش خاتمه: الدنيا غرور. كاتبه الريّان بن مسلم، حاجبه مولاه مسلم بن عتّاب. كان زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة.

نظر في الأمر فإذا ليس يصلحه إلا السيف، فجمع الناس وخطبهم، فقال: معاشر الناس، إني قد نظرت في أمركم، وإني قد ضعفت عن القيام بأمركم وخلعت نفسي من الخلافة، فاختارو لأنفسكم. ونزل ودخل بيته. فاجتمعت إليه بنو أمية، وقالوا له: أعهد إلي من تريد.

فقال: ل أزدرد مرارتها، ويكون لبني أمية حلاوتها. فأغلق بابه، ومات بعد أيام، وقد بلغ إحدى وعشرين سنة، وصلى عليه أخوه عبد الرحمن، ودفن خارج باب الجابية.

وقيل: صلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فلما كبّر تكبيرتين مات قبل أن يقضي صلاته، فصلى عليه مروان بن الحكم. ودفن الوليد بجنب معاوية بن يزيد.

وكانت خلافته ثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما. وتمثل مروان بن الحكم على قبره ببيت:

إني أرى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا

وظهر أبو أنيس الضحاك بن قيس الفهريّ، ودعا الناس إلى بيعته، فخرج عليه مروان بن الحكم في بني أمية، فقتله بمرج راهط.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!