الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن إنشاء المولى مدّ الله ظله

يوم المعارج من خمسين ألف سنة يطير عن كلّ نوّام به وسنه

والأرض من جزر عليه شاهدة لا يأخذنها لما يقضي الإله سنه

فكن غريبا ولا تركن لطائفة من الخوارج أهل الألسن اللّسنة

وإن رأيت امرأ يسعى لمفسدة فخذ على يده تجزى به حسنه

ولتعتصم حذرا بالكهف من رجل تريك فتنته يوما كمثل سنه

قد مدّ خطوته في غير طاعته ولم يزل في هواه خالعا رسنه

ولنا أيضا من قصيدة:

مواقف الناس في القيامة مواقف الحزن والندامه

وتلك خمسون لا خلاف فيها ولكن لها علامه

خمسون ألفا لها زمان من عامنا ما أمدّ عامه

وروينا من حديث ابن أبي الدنيا قال: نبأ هارون بن أبي سفيان، نبأ عبد الله بن بكير السهمي، عن عبادة بن شيبة الحيطي، عن سعيد بن أنس، عن أنس قال:

بينم رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ قال: «رجلان من أمتي جيئا بين يدي رب العالمين، فقال أحدهما: يا رب، خذ لي مظلمتي من أخي. فقال: أعط أخاك مظلمته. فقال: يا

رب، لم يبق لي من حسناتي شيء. قال: يا رب، فليحمل عني من أوزاري» . وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء. ثم قال: «إن ذلك ليوم عظيم، يحتاج الناس فيه أن يحمل من أوزارهم» . قال: «فقال الله عز وجل للطالب: ارفع رأسك فانظر إلى الجنان، فرفع رأسه فقال: يا رب، أرى مدائن من فضة، وقصورا من ذهب، مكلّلة باللؤلؤ. لأي نبيّ هذا؟ لأي شهيد هذا؟ قال: هذا لمن أعطاني ثمنه. قال: يا رب، ومن يملك ذلك؟ قال: أنت تملكه.

قال: بم ذا يا رب؟ قال: بعفوك عن أخيك. قال: يا رب، قد عفوت عنه. قال الله تعالى:

خذ بيد أخيك وأدخله الجنة» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «فاتقو الله وأصلحوا ذات بينكم، فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة» .


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!