الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خبر الظبية التي كلّمت رسول الله صلى الله عليه وسلم

روينا من حديث أحمد بن عبد الله، نبأ أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريف، نبأ أحمد بن موسى، عن أنس بن أبي نصر بن عبد الله بن محمد بن سيرين بالبصرة، نبأ زكريا بن يحيى بن خلاّد بن حسان بن أغلب بن تميم حدثني أبي، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

بينم النبي صلى الله عليه وسلم في صحراء إذا هاتف يهتف: يا رسول الله، فالتفتّ فلم أر أحدا.

فمضيت غير بعيد، فإذا الهاتف يهتف: يا رسول الله، فالتفتّ فلم أر أحدا.

فمضيت غير بعيد، فإذا الهاتف يهتف: يا رسول الله، فاتّبعت الصوت، فهجمت علي ظبية مشدودة في وثاق، وإذا أعرابي منجدل في شمله نائم في الشمس. فقالت الظبية: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي صادني قبيلا، ولي خشفان في هذا الجبل، فإن رأيت أن تطلقني حتى أرضعهما، ثم أعود إلى وثاقي. قال: «أ وتفعلين؟» ، قالت: عذّبني الله عذاب العشار إن لم أفعل. فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمضت، فأرضعت الخشفين ثم عادت.

فبينم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوثقها إذ انتبه الأعرابي فقال: بأبي وأمي أنت، إني أصبتها قبيلا، فلك فيها من حاجة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلت: نعم» ، قال: هي لك، فأطلقها، فخرجت تعدو في الصحراء فرحا، وهي تضرب برجلها الأرض، و تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!