الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وصية محكمة وموعظة منظمة

وروين من حديث إبراهيم الشيعي قال:

وأنشدني الرياشي لأبي العتاهية:

ألا إن خير الدهر خيرا تنيله وشرّ كلام القائلين فضوله

لم تر أن المرء في دار بلغة إلى غيرها والموت فيها سبيله

وأي بلاغ يكتفي بكثيره إذا كان لا يكفيك منه قليله

مضاجع سكان القبور مضاجع يفارق فيهنّ الخليل خليله

تزوّد من الدنيا بزاد من التّقى فكلّ بها ضيف وشيك رحيله

وخذ للمنايا لا أبا لك عدّة فإن المنايا من أتت لا تقيله

وما حادثات الدهر إلا لعزّة تبثّ قواها أو لملك تزيله

ومن ذلك بالإسناد لأبي العتاهية:

عيب ابن آدم ما علمت كثير ومجيئه وذهابه تغرير

غرّتك نفسك للحياة محبّة والموت حقّ والبقاء يسير

لا تغبط الدنيا فإن جميع ما فيها يسير لو علمت حقير

يا ساكن الدني ألم تر زهرة الدنيا على الأيام كيف تصير؟

بل ما بدا لك أن تنال من الغنى إن أنت لم تقنع فأنت فقير

يا جامع المال الكثير لغيره إن الصغير من الذنوب كبير

هل في يديك من الحوادث قوة أم هل عليك من المنون خفير

ما ذا تقول إذا رحلت إلى البلا وإذا خلا بك منكر ونكير


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!