الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ما كلّم به أبو مسلم الخولاني معاوية

و بالإسناد إلى أبي بكر القرشي قال: نبّأ شجاع بن الأشرس، عن إسماعيل بن عيّاش، عن أبي بكر بن عبد الله، عن عطية بن قيس، أن أبا مسلم أتى معاوية، فقام بين السّماطين، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال من عنده: السلام عليك أيها الأمير، فقال أبو مسلم: السلام عليك أيها الأجير، فقال معاوية: دعوا أبا مسلم، فإنه أعلم بما يريد. فقال: اعلم أنه ليس من أحد استرعى رعية إلا ربّ الرعية سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها، وجبر كسراها، وهنا جرباها، وردّ أولاها على أخراها، ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء، وفاه أجره. وإن كان لم يداو مرضاها، ولم يهن جرباها، و لم يجبر كسراها، ولم يردّ أولاها على أخراها، ولم يضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء، لم يؤته أجرها. فانظر أين أنت يا معاوية من ذلك. فقال معاوية:

يرحمك الله يا أبا مسلم.

ودخل عليه مرة فقال له: ما اسمك؟ قال: اسمي معاوية. قال: لا بل أحدوثة، فإن جئت بشيء فلك شيء، وإن لم تأت بشيء فلا شيء لك. يا معاوية، إنك لو عدلت بين جميع قبائل العرب، ثم ملت إلى أقلّها قبيلة، مال جورك بعد ذلك. يا معاوية، إنّا لا نبالي بكدر الأنهار إذا صفي لنا رأس العين.

حدثن بهذا محمد بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن علي، عن إسماعيل بن أحمد، عن عمر بن عبد الله، عن أبي الحسين بن بشران، عن عثمان بن أحمد، عن جنبل، عن جعفر بن ميمون، عن أبيه، عن عبد الله بن يوسف، عن خالد بن يزيد، عن أبي عيلة، أن أبا مسلم الخولاني دخل على معاوية فذكره.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!