الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خبر خولة بنت حكيم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

روينا عن قتادة قال: خرج عمر بن الخطاب من المسجد والجارود العبدي معه، فبينما هما خارجان إذا بامرأة على ظهر الطريق، فسلّم عليها عمر فردّت عليه السلام، ثم قالت: رويدك ي عمر حتى أكلمك كلمات قليلة، قال لها: قولي، قالت: يا عمر، عهدي بك وأنت تسمّى عميرا في سوق عكاظ تصارع الصبيان، فلم تذهب الأيام حتى سمّيت عمر، ثم لا تذهب الأيام حتى سمّيت أمير المؤمنين. فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت.

فبكى عمر رضي الله عنه. فقال الجارود: هيه، قد اجترأت على أمير المؤمنين وأبكيتيه. فقال عمر: دعها، أما تعرف هذه يا جارود؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سمائه، فعمر والله أحرى أن يسمع كلامها. أراد بذلك قوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اَلله قَوْلَ اَلَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اَلله .


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!