الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن حميد الخصال

ما اشترط عبد الملك بن مروان على الشعبي، لما دخل عليه قال: يا شعبي، جنّبني خصالا أربعا، و ما شئت فافعل. قال: يا أمير المؤمنين وما هي؟ قال: الواحدة: لا تطريني في وجهي، و لا أجربن عليك كذبة، ولا تغتابن عندي أحدا ولا تفشين لي سرا. فقل ما شئت ي شعبي، فقال الشعبي: ائذن لي يا أمير المؤمنين في الانصراف. فقال: انصرف، فانصرف و ما تكلّم.

ولبعضهم في الكتمان:

النجم أقرب من سري إذا اشتملت منّي على السرّ أضلاعي وأحشائي

ولنا في مصراع من قصيدة:

(فالسرّ ميت بقلب الحرّ مدفون)

أخذته من قول القائل: قلوب الأحرار قبور الأسرار.

وقال الآخر:

ونفسك فاحفظها ولا تفش للعدى من السرّ ما يطوي عليه ضميرها

فما يحفظ المكتوم من سرّ أهله إذا عقد الأسرار شاع كبيره

من القوم إلا ذو عفاف بعينه على ذاك منه صدق نفس وخيره

يقال لكاتم سرّه: من كتمانه أحد فضيلتين: الظفر بحاجته، والسلامة من شرّه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!