الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن مكارم ابن المبارك

ما حدثن به محمد بن عبد الله، عن أبي منصور القزّاز، عن أبي بكر الخطيب، عن

أبي محمد الخلاّل، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد بن حسن المقري، سمعت عبد الله بن أحمد الزورقي، سمعت محمد بن علي بن حسن بن شقيق، سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك رضي الله عنه إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون: نصحبك يا أب عبد الرحمن؟ فيقول لهم: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها، ثم يكتري لهم، ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم، ويطعمهم أطيب الطعام والحلو، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي، وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم:

ما أمر عيالك أن تشتري لهم من متاع المدينة؟ فيقول: كذا وكذا، فيشتري لهم، ويخرجهم من المدينة إلى مكة، فإذا صاروا إلى مكة قال لكل رجل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا، فيشتري لهم، ويخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو، فإذا وصل إلى مرو جصّص دورهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وشربوا دعا بصندوق ففتحه ودفع إلى كل واحد منهم صرّته بعد أن كتب عليها اسمه. قال أبي: أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافره دعوة، فقدم على الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج. قال أبي: وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض: لولاك وأصحابك ما اتجرت. وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!