الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ما ذكر من بعض صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه

روينا من حديث محمد بن الحسين السكّريّ، قال: قال العتبي عن أبيه: قال معاوية لصعصعة بن صوحان: صف لي عمر بن الخطاب. قال: كان عالما برعيته، عادلا في

نفسه، قليل الكبر، قبولا للعذر، سهل الحجاب، مفتوح الباب، متحري الصواب، بعيدا من الإساءة، رفيقا بالضعيف، غير صخّاب، كثير الصمت، بعيدا من العبث. قال أحمد بن ملعاب: قال علي بن عبد الله: قال سفيان بن عيينة: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر: كن لرعيتك كما يحب لك أميرك.

وحدثن أبو بكر بن خلف اللخمي أستاذنا، قال: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، فشفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرض أبو بكر، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فشفي حين عاده كما مرض حين عاده، فقال الصدّيق رضي الله عنه في ذلك:

مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه

شفى الحبيب فعادني فشفيت من نظري إليه

وأنشدني أبو بكر بن محمد بن عيسى الأديب، الكاتب لجدّه ذي الوزارتين أبي الوليد مروان بن أبي العلاء بن زهير الحكيم رحمه الله.

وكان قد استدعي إلى مراكش، وخلف ابنا له صغيرا كان يحبه لم يكن له غيره، فقال في الحال:

ولي واحد مثل فرخ القطا صغيرا تخلّف قلبي لديه

نأت عنه داري فواحشتي لذاك الشخيص وذاك الوجيه

تذكّرني وتذكّرته فيبكي عليّ وأبكي عليه

وقد تعب الشوق ما بيننا فمنه إليّ ومني إليه


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!