الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن باب الفخر

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ينشد:

إني امرؤ حميريّ حين تنسبني لا من ربيعة آبائي ولا مضر

فقال: «ذلك الأمر لك أبعد من الله ورسوله» .

ومرّ العباس بن عبد المطلب بنفر من قريش يقولون: إنما مثل محمد في أهله مثل نخلة نبتت في كناسة، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد منه، فخرج حتى قام فيهم خطيبا، ثم قال: «أيها الناس من أنا؟» ، قالوا: أنت رسول الله، قال: «فأنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، إن الله تعالى خلق خلقه فجعلني من خير الفريقين، ثم جعلهم شعوبا فجعلني من خيرهم شعبا، ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم والدا، وإني لمباه لكم. قم يا عباس» ، فقام عن يمينه، ثم قال: «قم يا سعد» ، فقام عن يساره، فقال: «فربّ لامرئ منكم عمّا مثل هذ و خالا مثل هذا» .

ولبعضهم يفتخر:

إذا مضر الحمراء كانت أرومتي وقام بنصري حازم وابن حازم

عطست بأنف شامخ وتناولت يداي الثريا قاعدا غير قائم

قلت: ولقد فخرت بأحسن من هذا فقلت:

لنا همّة أن الثريا لدونها نعم ولنا فوق السماكين منزل

تقدمت سبقا في المكارم والعلا وفي كل ما ينكي العدا أنا أول

ولم ألف صمصاما بقدر عزيمتي ولو جمعوا الأسياف عزمي أفضل

كذلك جودي لا يفي الغيث والثرى إذا كان أموالا به حين أبذل

إذا التحم الجمعان في حومة الوغى وكانت نزالا ما عليه معوّل

نضيت حساما للردى في فرنده شعاع له بين الفريقين فيصل

له عزمة لا تبتغي غير كبشهم فليس له عن قمة الهام معدل

حملت به لا أرهب الموت والردى ولا أبتغي حمدا له النفس تعمد

ولكن ليعلو الدين عزّا وشرعة إلى موضع عنه الطواغيت تسفل

أنا العربي الحاتمي أخو الندى لنا في العلا المجد القديم المؤثل

فكلاّ فعزمي ليس يسمو إلى العلا ألا كيف يسمو والعلا منه أسفل

ولنا أيضا من قصيدة أفتخر فيها:

أنا ابن الرابعين إذا انتسبنا وعندي صار خمس المسلمينا


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!