الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


593. - الموت

مرادف: شهود الرفيق

لا يحلو الكلام في الموت الا عند الصوفية، فهم الطائفة الوحيدة تقريب التي نظرت اليه باشتياق وحنين، ودغدغ وجدانها فترقبته فرحة وجلة.

ليس اطلاقا من قيد الجسد والأكوان والاندراج في المطلق والرحمن.

أليس تتويجا لطريقهم إلى الحق ؟

وكم هي مؤثرة تلك البساطة امام الموت !

انه مجرد “ نفس “ يخرج من الرئتين ولا يدخل ثانية، ويبدأ التفريق بين الروح والجسد.

ولا يكاد يخرج ابن العربي على هذا الخط الصوفي، وان كان قد ساهم في غناه بصور شعرية رائعة.

****

يصور ابن العربي الجسم والروح. كالمدينة والقرية بالنسبة: لواليها. فهو [ الوالي - الروح ] المحكم فيها، يدبر أمورها ويرعى مصالحها.

والموت:

عزل لهذا الوالي. وفي عزله: إطلاقه من قيد الحدود دون انقطاع اثره في الوجود. فما الموت الا: انتقال مخصوص على وجه مخصوص.

يقول:

“ وليس الموت بإزالة الحياة. .. ولكن الموت: عزل الوالي. .. “ ( ف 4 / 289 )

“ والموت فينا: فراغ لأرواحنا من تدبير أجسامها. .. “ ( ف 2 / 351 ).

“. .. والموت عبارة عن الانتقال من منزل الدنيا إلى منزل الآخرة، ما هو [ الموت ] عبارة عن إزالة الحياة. .. فالموت انتقال خاص على وجه

مخصوص. .. “ ( ف 4 / 290 ).

“. .. الموت ولا بد منه بأي وجه كان، ولست اعني بالموت الا الانتقال عن هذه الدار. فإن الشهيد منتقل وان لم يتصف بالموت 1. .. “ ( ف 67/ 4).

ويقول في نص صريح بتأثير الأرواح بعد انتقالها :”. .. للّه قوم وجود الحق عينهم * هم الاحياء ان عاشورا وان ماتوا

لا يأخذ القوم نوم لا ولا سنة * ولا يؤدهم حفظ ولو ماتوا “( ف 4 / 395 )

****

الموت تفريق لاجزاء الانسان وردّ كل جزء إلى أصله.

ونترك الكلام لشيخنا الأكبر. يبدع بحروفه صورة كمون النفس في العظم بعد الموت، مثل كمون النار في الحجر.

يقول:

“. .. جاء الموت بما فيه. . فاخلى البلد وفرقّ بين الروح والجسد، ورد كل شيء إلى أصله. .. فالحق الجسم مع اترابه بترابه، وعرج بالروح. . “ ( ف 4 / 381 ).

“. . ان الموت حياة مطموسة، وذلك ان الحياة انقسمت قسمين: أحدهم الحياة المبصرة، وهي حياة التأليف. والأخرى الحياة المطموسة، وهي حياة التفريق المسماة موتا. .. “ ( بلغة الغواص 84 ).

“. .. ولما كان الموت مسببا لتفريق المجموع: وفصل الاتصالات، وشتات الشمل، سمي التفريق الذي هو بهذه المثابة: موتا “ ( ف 3 / 24 ).

“. .. فإذا انقطع غذاؤها [ النفس ] ضعفت حركتها، فحينئذ: ينقطع هواها، فإذا انقطع هواها [ عنصر الهواء ]، انقطعت نار [ عنصر النار ] شهواتها، فماتت.

وموتها: كمونها في العظم الرميم، ككمون النار في الحجر. فكما ان النار كامنة في الحجر لا تخرج الا بقدح الزناد، فكذلك الحياة الكامنة في العظم الرميم ل تخرج، الا بالنفخة الثانية وهي: نفخة

البعث. .. “ ( شق الجيوب 25 )

..........................................................................................

( 1 ) إشارة إلى الآية :” وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً “( 3 / 169 ).

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!