الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


572. - كن

مرادف: كلمة الحضرة 2، كلمة التكوين

* * * *

كن: هي لفظة امر وجودي، لا يكون عنها الا الوجود - وهي واحدة تتعدد باشخاصها.

يقول ابن العربي:

( 1 ) “ وكن حرف وجودي، فلا يكون عنه الا الوجود، ما يكون عنه عدم، لان العدم لا يكون لان الكون وجود “ ( ف 2 ص ص 280 - 281 ).

( 2 ) “ولذلك لم تزد كلمة الحضرة في كل كائن عنها، على كلمة كن، شيئ آخر، بل انسحب على كل كائن، عين كن، لا غير. فلو وقفنا مع كن، لم نر الا عين واحدة، انما وقفنا مع اثر هذه الكلمة، وهي المكونات، فكثرت، وتعددت، وتميزت باشخاصها،. ..

وكن امر وجودي لا يعلم منه الا الايجاد، والوجود.

ولهذا لا يقال للموجود: كن عدما، ولا يقال له: كن معدوما، لاستحالة ذلك. .. “ ( ف 3 / 284 )

* * * *

لفظة “ كن “ إشارة إلى اليدين 3، التي يرى ابن العربي انهما تعبران عن:

صفتي الفاعلية والمفعولية، أو حضرتي الوجوب والامكان 4.

يقول ابن العربي:

“ فان الحق سبحانه قد عبّر عنهما، اعني هاتين الصفتين المتكررتين: بفاعلية ومفعولية، باليدين تارة، والحرفين اللذين هما: كن تارة. .. “ ( بلغة الغواص ق 125 )

كما ننقل نصا للحاتمي من كتابه شجرة الكون، نلمس فيه تقابل الخلق في مواجهة “ كن “، وهو على طوله مهم في تعبيره على صفة التقابل هذه ،

يقول:

“ فاني نظرت إلى الكون وتكوينه، وإلى المكنون وتدوينه، فرأيت الكون كله:

شجرة، وأصل نورها، من حبة كن. ..

فظهر عن جوهر الكاف معنيان مختلفان:

كاف الكمالية” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ “[ 5 / 3 ] وكاف الكفرية” فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ “[ 2 / 253 ] ،

وظهر جوهر النون: نون النكرة ونون المعرفة فلما أبرزهم [ ابرز الحق المخلوقات ] من العدم 5، على حكم مراد القدم، رش عليهم من نوره.

فاما من اصابه ذلك النور، فحدق إلى تمثال شجرة الكون المستخرجة من حبة كن، فلاح له في سر كافها تمثال” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ “[ 3 / 110 ] ،

واتضح له من شرح نونها” فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ “[ 39 / 22 ].

وأما من اخطأه ذلك النور، فطولب بكشف المعنى المقصود. من حرف كن، فإنه غلط في هجائه. .. فنظر إلى مثال كن، فظن أنها كاف كفرية، بنون نكرة، فكان من الكافرين.

وكان حظ كل مخلوق، من كلمة كن 6، ما علم من هجاء حروفها. .. فواحد شهد كاف الكمالية ونون المعرفة، وواحد شهد كاف الكفر ونون 7 النكرة. .. “ ( شجرة الكون ص 2 3- ).

نرى ان ابن العربي جعل “ كن “، أصل الكون. منسجما مع موقفه من الموجودات، التي هي كلمات اللّه. فالكلمة: عين الموجودات. ولذلك رأى في “ كن “ الصفتين، التي ينتج عن تقابلهما ،

انقسام المخلوقات بين: الهدى والضلال، بين الكفر والايمان.

وما إلى ذلك من المواقف المتقابلة.

يقول:

( 1 ) “. .. كلمة الحضرة [ - كن ] قد تكون أعيان الذوات، إذا كانت من أهل الاختصاص وتنفعل عنها ما ينفعل عن كلمة الحضرة، فتكون هذه الذات رداء على الكلمة، وتكون الكلمة مرتدية لها، فينطلق على هذه

الذات اسم الكلمة، لتحقيق ظهور آثارها عند توجهها على ايجاد الأثر، ولهذا قال تعالى في حق عيسى عليه السلام” إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ 8أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ “ [ 4 171/ ] “ ( كتاب الحق ق 33 )

( 2 ) “ فالموجودات كلها كلمات اللّه التي لا تنفد، فإنها عن “ كن “. و “ كن “:

كلمة اللّه. .. “ ( فصوص 1 / 142 ).

..........................................................................................

( 1 ) يراجع بشأن الأصل “ كون “ في اللغة وفي القرآن عبارة: الكون الجامع.

( 2 ) وردت العبارة في الفتوحات ج 2 ص 280

( 3 ) يراجع بشأن اليدين عند ابن العربي:

- الفصوص ج 1 ص ص 54، 55

- ف ج 3 ص 379 ( اليد اليمنى، اليد اليسرى )

- ف ج 4 ص 335، 445 ( يد اللّه )

( 4 ) انظر: جامع الأصول الكمشخانوي ص 75

( 5 ) راجع “ عدم “

( 6 ) يراجع بشأن “ كن “ عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 3 ص ص 46 - 47، ص 525 ( كن: لفظة امر وجودي )، ص 531 ( كن والسمع الثبوتي )

- شجرة الكون ص 3 ( كاف الكنزية ونون الأنانية )

( 7 ) الأصل: يكونون

( 8 ) راجع “ كلمة ".

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!