الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


570. - الكون الجامع

في اللغة:

“ الكاف والواو والنون أصل يدل على الاخبار عن حدوث شيء، اما في زمان ماض أو زمان راهن، يقولون: كان الشيء يكون كونا، إذا وقع وحضر

قال اللّه تعالى” وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ “[ 2 / 280 ]

اي حضر وجاء. ويقولون: قد كان الشتاء، اي جاء وحضر واما الماضي فقولنا: كان يزيد أميرا، يريد ان ذلك كان في زمان سالف

وقال القوم: المكان اشتقاقه من كان يكون فلما كثر توهّمت الميم أصلية فقيل تمكن. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ كون “ ).

في القرآن:

كثر ذكر الأصل “ كون “ في القرآن ،

وهو على كثرته ينحصر في أمهات ثلاث:

( ) يفيد حدوثا في الماضي.

قال تعالى: ” قالُو جِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا “. ( 7 / 70 ).

( ب ) يفيد حصول واستمرار شيء أو صفة، كما يفيد الاخبار بشيء له صفة الاستمرار.

( 1 )” قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً “( 4 / 34 )

( 2 )” قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا “( 17 / 32 )

( ج ) كن فيكون: أحدث فيحدث

قال تعالى :” وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ “( 2 / 117 )

عند ابن العربي:

* قبل ان نبحث مضمون عبارة “ الكون الجامع “، نود ان نلفت النظر إلى أن الشيخ الأكبر يفرق بين: “ الكون “ و “ العين “ و “ الوجود “.

( 1 ) الكون والعين:

الكون هو كل ما تكون في الوجود الظاهر، على حين ان “ العين “ لفظ يشمل الأعيان الثابتة 1، والأعيان المتعينة في الوجود الظاهر. فالكون يستشف منه:

وجود متحيز، في حين ان العين يستشف منها: ماهية.

( 2 ) الكون والوجود:

ان الوجود واحد، يتكثر في صور الأكوان.

( 3 ) الكون هو الصفات الخلقية، في مقابل مجموع الصفات الحقية ( الحضرة الإلهية ).

يقول:

( ) “ الكون. .. كل امر وجودي وهو خلاف الباطل 2، فان قلت: وما يريد أهل اللّه بالباطل، قلنا: العدم 3 “ ( ف 2 / 129 ).

“ فالمنازلة الأصلية تحدث الأكوان، وتظهر صور الممكنات في الأعيان [ أعيان الوجود الخارجي ] “ ( ف 3 / 525 ).

“ فنسب التكوين للشيء نفسه، عن امر اللّه 4. .. فقام أصل التكوين على التثليث. .. فأصل الكون 5 التثليث 6 “ ( فصوص 1 / 116 - 117 ).

( ب ) “ إذا ظهر لك بعد فنائك، أبقاك بظهوره، لرؤيته، وخلع عليك الخلع، لأنك في حضرة مشاهدته، فكنت بلا كون، لوجود خلعته عليك “ ( التراجم ص 7 ) .” فهو الكون كله * وهو الواحد الذي

قام كوني بكونه 7 * ولذا قلت يغتذى 8 “( فصوص 1 / 111 ).

( ج ) “ والباري تعالى. .. ليس بكون 9، ولا يتكون “ ( مشاهد الاسرار ق 28 ) “ فرّق [ اللّه ] بين ما يستحقه الكون من الصفات، وبين ما تستحقه الذات من الصفات “. ( ف 4 / 191 ).

“ ان الهداية اثر الهي، في قوله :” مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ “[ 7 / 186 ]

واثر كوني، في قوله :” وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ. (ف 3 / 498 )

"فتقتضيك صفة القهر الخروج من الحضرة الإلهية إلى الكون. .. “ ( وسائل السائل ص 6 )

* * * *

الكون الجامع:

الكون الجامع عبارة يطلقها ابن العربي على:

الانسان الكامل، من حيث إنه جمع في كونه، جميع حقائق الحضرتين: الحقية والخلقية.

والكون الجامع يرادف في فلسفته: المختصر الشريف 10، والكلمة الجامعة 11، وصورة الحضرتين 12، ونسخة الحق والعالم 13، وما إلى ذلك من العبارات، التي استخدمها للتعبير عن صفة: الجمعية ؛ التي تحقق بها الانسان الكامل.

يقول:

“ لما شاء الحق سبحانه. .. ان يرى عينه، في كون جامع 14، يحصر الامر كله. .. أوجد العالم كله، وجود شبح مسوّى، لا روح فيه، فكان كمرآة غير مجلوة. .. فكان آدم عين جلاء تلك المرآة 15. .. “ ( فصوص 1 / 48 - 49 ).

“ فالانسان أكمل مجالي الحق، لأنه “ المختصر الشريف “، و “ الكون الجامع “، لجميع حقائق الوجود ومراتبه، وهو العالم الأصغر، الذي انعكست في مرآة وجوده، كل كمالات العالم الأكبر. .. “ ( فصوص 1 / 36 )

“. .. الكون الجامع وهو الانسان الكامل “ ( مرآة العارفين 8 )

..........................................................................................

( 1 ) راجع “ عين ثابتة “

( 2 ) انظر “ باطل “

( 3 ) راجع “ عدم “

( 4 ) إشارة إلى الآية :” إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ “( 16 / 40 )

( 5 ) نلاحظ ان الكون هنا هو الأعيان المتحققة في الوجود الخارجي والتي كان وجودها مسبوقا بوجود الأعيان الثابتة التي توجه إليها الحق بأمره “ كن “: راجع “ عين ثابتة “ “ معدوم “.

( 6 ) راجع “ تثليث “

( 7 ) انظر شرح المقطع في الفصوص ج 2 ص 69

( 8 ) راجع “ رزق “

( 9 ) ان الحق ليس بكون، ولكن يستعمل ابن العربي أحيانا لفظ الكون مضافا إلى الحق وهو في

اضافته هذه يأخذ معنى الكينونة وليس التكوين.

يقول :” فكونه فينا وجود ثابت * وكوننا فيه وجود حاصل “( ف 4 / 42 )

( 10 ) انظر “ مختصر “

( 11 ) انظر “ الكلمة الجامعة “

( 12 ) انظر “ صورة “

( 13 ) انظر “ نسخة “

( 14 ) يراجع بشأن “ كون “ و “ كون جامع “ عند ابن العربي:

- بلغة الغواص ق 101 ( الكون - الحدث )، ق 12 ( الكون - الخلق ).

- فصوص ج 1 ص 48 ( كون جامع )

ج 2 ص 82 ( الكون الجامع - الانسان الكامل )، 141 ( الكون الجامع )، 195 ( كون جامع )، 231 ( الكون الجامع الأصغر، الكون الجامع الأكبر ) 296 ( الكون الجامع ).

- ف ج 2 ص 55 ( الكون )

- ف ج 3 ص 374 ( الكون )، 407 ( التكوين الإلهي التكوين الكياني )، ص 497 ( الكوني - الخلقي ).

- ف ج 4 ص 31 ( كون الرب في كون العبيد - الكون: ما سوى الحق )، 74 ( الكون القولي: الكلام )، ص 190 ( تأثير الكون في الوجود الحق )

- التراجم ص 11 ( كل علم متصور فهو كون )

- إشارات القرآن ص 50 ( الكون والعين بمعنى الوجود والثبوت ).

كما يراجع:

- “ أمهات الأكوان “ في هذا المعجم.

- شرح مشكلات الفتوحات المكية ق 11

- الاصطلاحات الصوفية ق 82 ب

( 15 ) انظر “ مرآة ".


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!