الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


562. - كفر

افرغ ابن العربي لفظ “ كفر “ من كل مضمون ديني ايماني ،

وحصره بالمعنى اللغوي الحرفي:

كفر - ستر

كافر - ساتر

اذن كل من ستر شيئا فهو كافر - فمن ستر نعمة ربه فقد كفر بها. ..

والملامتية كبار الأولياء في سترهم مقامهم عن الخلق هم كافرون وهكذا. ..

يقول:

 - الكفر - الايمان [ امر عام ].

“. .. واما الايمان 1 فهو امر عام، وكذلك الكفر الذي هو ضده. فان اللّه قد سمى “ مؤمنا “ من آمن بالحق، وسمى “ مؤمنا “ من آمن بالباطل، وسمى “ كافرا “ من يكفر باللّه. وسمى “ كافرا “ من يكفر بالطاغوت. .. “ ( ف - 3 / 388 ).

 - كفر - ستر

“. .. بأنه [ تعالى ] لا يحب الكافرين، والكافر: الساتر. .. وإذا أنعم اللّه على عبد نعمة، أحب ان ترى عليه نعمه. ومن ستر نعمة اللّه، فقد كفر بها. .. “ ( ف - 4 / 104 ).

“. .. ولهذا طمع إبليس في الرحمة الإلهية، التي وسعت كل شيء. وطمعه فيها

من عين المنة، لاطلاقها. لأنه علم في نفسه، انه موحد، وانما سماه كافرا، في قوله تعالى :” وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ “ *لأنه يستر عن العباد، طرق سعادتهم التي جاء بها الشرع، في حق كل انسان، بما يقدر عليه من ذلك. فقال فيه: “ أبى واستكبر وكان من الكافرين “ ولم يقل من المشركين. . “ ( ف3 / 382 ).

“. .. ومنهم الكافرون، وهم الساترون مقامهم، مثل الملامتية، والكفار:

الزراعون، لأنهم يسترون البذر في الأرض. .. فالكافر من ختم اللّه على قلبه، وسمعه، وجعل على بصره غشاوة، والكافر من الأولياء، من كان ختم الحق على قلبه، لأنه اتخذه بيته. .. وختم على سمعه، فلا يصغي إلى كلام أحد، الا كلام ربه. .. “ ( ف - 2 / 136 ).

* * * *

يأخذ لفظ “ كفر “ في مرحلة ثانية صبغة دينية، ولكن من وجهة تتفق ومذهب ابن العربي، في الوجود الواحد الحق وصوره الكثيرة. فكل “ صورة “ تستر “ الحق “، وهي حجاب على الحق. كل من ستر الحق بصورة الخلق، فقد كفر.

يقول :كفر - ستر الربوبية

“ خاف الرسول صلّى اللّه عليه وسلم على أمته السحر، الذي هو الكفر، أعني اعتقاد ربوبية الأسباب استقلالا، لظهور التأثير والتأثر. .. “ ( بلغة الغواص ص 83 ).

“ قوله تعالى :” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ “وكفرها هنا، من باب الإشارة خاصة، بمعنى، ستر، اي ستر الحق المسيح، واللّه اعلم “ ( وسائل السائل 48 ).

“ لذلك نسبوا إلى الكفر 2 وهو الستر. لأنهم ستروا اللّه، الذي أحي الموتى، بصورة بشرية عيسى. فقال تعالى” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.. . [ 5 / 17 ] “ ( الفصوص 1 / 141 ).

..........................................................................................

( 1 ) راجع “ ايمان “.

( 2 ) يراجع بشأن “ كفر “ عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 3 ص 406 ( كفر - ستر )

- أسفار الفتوحات مادة كفر

- عقلة المستوفز ص 65 ( كافرا - ساترا )

كما يراجع

- فصوص الحكم ج 2 ص 43 ( ستر الذات الإلهية ) ص ص 202، 203 ( كفر - ستر الحق )

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!