الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


516. - التفريد

“ التفريد “ مرحلة يصلها السالك بعد “ التجريد “.

فإذا “ جرّد “ السالك عن قلبه وسره الكون والسوى، “ أفرد “ الواحد.

وقد توقف الصوفية قبل ابن العربي 1 عند هذين المفردين، عرّفهما الطوسي [ ت 378 هـ ] بقوله:

“ التفريد “ إفراد المفرد برفع الحدث وإفراد القدم بوجود حقائق الفردانية. قال بعضهم: “ الموحّدون للّه من المؤمنين كثير والمفرّدون من الموحدين قليل “.

قال: الحسين بن منصور ( الحلاج ). .. عند قتله: حسب الواجد إفراد الواحد. “ والتجريد “: ما تجرد للقلوب من شواهد الألوهية إذا صفا من كدورة البشرية، وقال: بعض الشيوخ وقد سئل عن التجريد، فقال: “ إفراد الحق من كل ما يجري، وإسقاط العبد في كل ما يبدي. .. “ ( اللمع ص 425 ).

اما ابن العربي فيعرفهما بقوله:

“ التجريد “ إماطة السوى والكون عن القلب والسر. والتفريد:

وقوفك بالحق معك “ ( الاصطلاحات ص 289 ).

..........................................................................................

( 1 ) يعطينا الكمشخانوي صورة متكاملة عن التجريد والتفريد كما وصلته من كل التصوف السابق:

“ ( التجريد )

وهو في النهايات: تجريد الاخلاص عن شهود التجريد.

وصورته في البدايات: التجريد عن المخالفات واللذات ودعوات الهوى.

وفي المعاملات: تجريد النفس عن رؤية تأثير الكائنات، ونسبة الافعال إلى المخلوقات.

وفي الاخلاق: تجريدها عن الهيئات النفسانية والملكات الرديئة الشيطانية.

وفي الأصول: التجريد عن الفتور في السير والالتفات إلى الغير.

وفي الأدوية: التجريد عن العلوم الاستدلالية بالالهامات الإلهية والعلوم اللدنية ،

وفي الأحوال: التجريد عن محبة السوى والاصطبار مع النوى ،

وفي الولايات: التجريد عن الأسماء والصفات وعن رسوم جميع الكائنات ؛

وفي الحقائق: تجريد عين الجمع عن درك العلم.

( التفريد ) تفريد الإشارة عن الحق بان لا يشير إلى الخلق في الهداية والدعوة إلى اللّه الا عن الحق، وذلك حال بسط اللّه مع الخلق ظاهرا، ليدعوهم اليه.

وقبضه عنهم باطنا، لئلا يقول الا ما قال الحق.

وصورته في البدايات: تخليص الإشارة إلى الحق بالعبادة.

وفي الأبواب: تخليص الإشارة إلى الحق بالعقيدة.

وفي المعاملات: تفريد الإشارة إلى الحق بالتأثير والتصريف.

وفي الاخلاق: تصريف الإشارة إلى الحق بالحق والبعث ،

وفي الأصول: تخليص الإشارة إلى الحق قصدا وسلوكا.

وفي الأدوية: تخليص الإشارة بالحق محبة

وغيرة ،

وفي الولايات: تخليص الإشارة بالحق افتخارا وبوحا ،

وفي الحقائق: تخليص الإشارة بالحق شهودا واتصالا “

( جامع الأصول - ص 214 ).

****


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!