الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


460.  – العذاب

في اللغة:

“ العين والذال والباء أصل صحيح، لكن كلماته لا تكاد تنقاس، ولا يمكن جمعها إلى شيء واحد. ..

فمن الباب: عذب الماء. .. فهو عذب: طيّب. .. وباب آخر. ..

عذب ويقال: أعذب عن الشيء: إذا لها عنه وتركه. ..

وباب آخر لا يشبه الذي قبله: العذاب، يقال منه: عذّب تعذيبا. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ عذب “ ).

في القرآن:

لقد ورد في القرآن العذاب مفردا موصوفا أو معرفا ومضافا، كما ورد الفعل أيضا:

( ) قال تعالى: ” وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ “[ 2 / 96 ].

( ب ) قال تعالى: ” آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ “[ 2 / 201 ].

قال تعالى: ” وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَل يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ “[ 2 / 174 ].

عند ابن العربي:

* استعمل ابن العربي لفظ “ عذاب “ متتبعا المفهوم اللغوي القرآني. في مقابل النعيم. وهو غير الملائم للطبع وسببه التطهير، لان الحق لم يبتدئ العبد بالعذاب 1.

يقول ابن العربي:

“ فليس النعيم الا الملايم وليس العذاب الا غير الملايم 2 كان ما كان، فكن حيث كنت إذا. .. لم يصبك الا ما لا يلايم مزاجك فأنت في عذاب. .. “ ( ف 4 / 15 ).

“ فإنه تعالى ما يعذب ابتداء ولكن يعذب جزاء، فان الرحمة لا تقتضي في العذاب الا الجزاء للتطهير، ولولا التطهير ما وقع العذاب “ ( ف 3 352 /).

****

ان العذاب والنار وكل مشتقاتهما الموحية بالألم وجزاء الآخرة على سوء الاعمال، ليس لها الاستمرارية الزمنية إلى ما لا نهاية مثل النعيم والجنة. فلا بد ان تنسحب عليها سعة الرحمة فتنقلب نعيما: فيتنعم أهل النار في النار 3.

وكذلك العذاب بعد ان تقام الحدود وينتهي زمن التطهير بالذنوب لا يخرج أهل النار من النار لأنهم أهلها.

بل ينقلب عذابهم عذبا، وما سمي العذاب عذابا الا لعذوبته 4.

يقول ابن العربي:

“ العذاب فإنه من العذوبة وهي التلذذ بالامر، وهو قول أبي يزيد في بعض أحواله.

وكل مآربي قد نلت منها *** سوى ملذوذ وجدى بالعذاب 5

ولم يقل بالآلام، وانما قال بالعذاب لما فيه من العذوبة، وهي اللذة باللذة اي انه يلتذ باللذة لا انه يلتذ بالأشياء. .. “ ( ف 4 / 185 ).

“ ولهذا سمي [ العذاب ] عذابا لأنه يعذب في حال ما عند قوم ماء لمزاج يطلبه. .. “ ( ف 3 / 673 ).

” يسمى عذابا من عذوبة طعمه *** وذاك له كالقشر والقشر صاين 6 “

( فصوص 1 / 94 )

..........................................................................................

( 1 ) لا يوجد عذاب من عين المنة، أسوة بنعيم عين المنة والاختصاص. راجع “ منة “.

( 2 ) راجع عذاب إبليس في برد جهنم. فتوحات ج 3 ص 368.

( 3 ) راجع “ جهنم “ و “ نار “.

( 4 ) يخلط ابن العربي بين الأصلين: “ عذب “ بمعنى ترك ومنع.

و “ عذب “ بمعنى طاب.

( 5 ) منسوب أيضا إلى الحلاج انظر ديوانه.

( 6 ) يراجع بخصوص عذاب عند ابن العربي:

- الفصوص ج 1 ص 109 ،

- الفصوص ج 2 ص ص 95 - 96 ،

- الفتوحات ج 3 ص 315 وص 463 وص 466.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!