الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


453. - عبادة

جعل ابن العربي العبادة فعلا متبادلا بين وجهي الحقيقة الوجودية: الحق والخلق. وهذا ما جعل بعض شراحه يستنكرون، ودفع “ عفيفي “ إلى اظهار امتعاضه والتصريح بشناعة استعمال كلمة عبادة في جناب الحق 1.

والواقع انه لأول وهلة، لعدم وجود نصوص قرآنية تتيح هذا اللفظ في جناب الحق، ونظرا لمجانبته للمفهوم العام، يتوقف القارئ امام هذا اللفظ مترددا.

هل يعبد الحق الخلق ؟

يقول ابن العربي :” فيحمدني واحمده *** ويعبدني وأعبده “( فصوص 1 / 83 ).

عبادة الخلق:

ان عبادة الخلق هي عبادة ذاتية، غير مخلوقة، لأنها عبارة عن افتقار الممكنات، افتقار في حال عدمها ( ثبوتها ) إلى مرجح، وافتقار في حال وجودها العيني إلى مرجح كذلك لاستمرار هذا الوجود.

اذن الخلق في افتقار ذاتي دائم أزلي. ووعيهم لهذا الافتقار يقودهم إلى معرفة من افتقروا اليه، وبالتالي إلى عبادته عبادة ذاتية فطرية وبحكم الاستحقاق.

انظر “ عبادة ذاتية “.

عبادة الحق:

ان عبادة الحق ليست بوجه من الوجوه كعبادة الخلق، وتقريبا للأذهان، فكما نضيف إلى الانسان وإلى الحق فعل “ الصلاة “، فنقول: ان اللّه يصلي، وان الانسان يصلي، ولكن الصلاة في هاتين الحالتين تختلف أصلا وتفصيلا ( انظر “ صلاة “ ). كذلك عبادة الحق وعبادة الخلق تختلفان جملة وتفصيلا.

فالخلق يعبد الحق بمعنى انه يفتقر إلى موجده ومبقيه في الوجود العيني، اما عبادة الحق فهي إفاضة الوجود على الممكنات ،

وفي الواقع ان عبادة الحق في نظرية تقول بالوحدة الوجودية ليست امر غريبا لأنها تتمثل في عبادة اسم الهي لاسم الهي.

فالباطن يعبد الظاهر، من حيث إنه يتوق إلى ظاهره، فيظهره.

يقول ابن العربي:

( ) “. .. ان العبادة: حال ذاتي للانسان لا يصح ان يكون لها اجر مخلوق لأنها ليست بمخلوقة أصلا، فالأعيان من كل ما سوى اللّه مخلوقة موجودة حادثة والعبادة فيها ليست بمخلوقة.

فإنها لهذه الأعيان اعني أعيان العالم في حال عدمه وفي حال وجوده، وبه صح له ان يقبل أمر اللّه بالتكوين. ..

فحكم العبادة للممكن في حال عدمه، أمكن فيه منها في حال وجوده، إذ ل بد له في حال وجوده. .. من دعوى في سيادة بوجه ما. .. “ ( ف 2 / 539 ).

“ واما العبادة فمن حيث هي ذاتية فليست سوى افتقار الممكن إلى المرجح. .. “ ( ف 4 / 197 ).

“ فان العبادة لا تصح من غير شهود وان صح العمل. فالعمل غير العبادة:

فان العبادة ذاتية للخلق. .. “ ( ف 4 / 118 - 119 ).

( ب ) “. .. ان اللّه هو المعبود في كل معبود من خلف حجاب الصورة “.

( ف 2 / 353 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر فصوص الحكم ج 2 ص 65 - 66


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!