446. - عبد الاختصاص- عبد العموم

يقول ابن العربي:

“. .. وعبيد اللّه عبدان: عبد ليس للشيطان عليه سلطان 1، وهو عبد الاختصاص، وهو الذي لا ينطق الا باللّه ولا يسمع الا باللّه. ..

واما عبد العموم: فهو الذي قال [ تعالى ] عنهم لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ):

قال تعالى: ” وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ[ 2 / 186 ]

فما خص عبيدا من عبيد وأضافهم اليه ،

قال تعالى :” يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا “[ 39 / 53 ]

فأضافهم اليه مع كونهم مسرفين. .. “ ( ف 4 / 4 ).

يميز ابن العربي في نسبة العباد إلى الحق بين نوعي نسبة لا يظهرهم اللفظ.

وهما: نسبة اختصاص وتخصيص، ونسبة عامة شاملة:

- الأولى تظهر في الآية:

قال تعالى: ” إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ “[15 / 42 ]

ففي نسبة العباد إلى الحق في هذه الآية اختصاص يدل على تميز عن مجموع، وان كان هذا المجموع كذلك لا يخرج عن دائرة العبودية للحق.

- والثانية تظهر في الآيتين:

قال تعالى :” وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ “[ 2 / 186 ]

قال تعالى: ” قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ.. “ [ 39 / 53 ]

ان نسبة العباد إلى الحق في هاتين الآيتين نسبة عامة، لا تخرج من دائرتها أحدا من المخلوقين فالكل هنا عباده.

..........................................................................................

( 1 ) الإشارة إلى الآية ( 15 / 42 ).