الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


435.  – مطلع

في اللغة:

“ الطاء واللام والعين أصل واحد صحيح، يدل على ظهور وبروز، يقال طلعت الشمس طلوعا ومطلعا. والمطلع: موضع طلوعها. ..

ويقال طلع علينا فلان: إذا هجم. ..

والطّلاع: ما طلعت عليه الشمس من الأرض.

وفي الحديث: “ لو أن لي طلاع الأرض ذهبا “.

ونفس طلعة، تتطلع للشيء، وامرأة طلعة، إذا كانت تكثر الأطّلاع.

والطّلع: طلع النخلة، وهو الذي يكون في جوفه الكافور. ..

والمطّلع: المأتي، يقال اين مطلع هذا الامر، اي مأتاه.

فاما قوله عليه السلام: “ لا فتديت به من هول المطّلع 1 “.

( معجم مقاييس اللغة مادة “ طلع “ ).

في القرآن:

( ) ورد الأصل “ طلع “ مضافا إلى الشمس بصيغة: الفعل، والمصدر، والموضع.

قال تعالى: ” وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ “[ 18 / 17 ]

قال تعالى: ” وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ “[ 50 / 39 ]

قال تعالى: ” حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ “[ 18 / 90 ]..

( ب ) كما ورد هذا الأصل بصيغة طلع واطلع، يفيد رؤية أو علم ما يمت إلى الغيب في العموم.

قال تعالى: ” وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ2 “ [ 3 / 179 ].

قال تعالى: ” أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً “[ 19 / 78 ].

( ج ) طلع النخل ( انظر الفقرة السابقة: في اللغة ).

قال تعالى: ” وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ “. [ 50 / 10 ].

عند الشيخ ابن العربي:

يتبنى ابن العربي الحديث الشريف: “ لكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع 3 “ ويعممه على كل الموجودات والأكوان.

فكل شيء عنده له: ظهر وبطن وحد ومطلع.

اما ظاهر الشيء وباطنه، فقد أفردنا لهما مكانا في رسالتنا ( انظر “ ظاهر “ ). وحدّه: هو ماهيته أو حقيقته أو عينه الثابتة 4.

ومطلع “ الشيء “:

هو وجه الحق فيه، فهنا يتحول “ الشيء “ من حجاب ورمز يعوق مرأى الحق إلى طريق موصل اليه، وننتقل من المظهر إلى الظاهر به ومن كثرة اعتبارية في الموجودات إلى وحدة الحق، حيث يطلق ابن العربي على “ المشاهدين “ لها الأسماء التالية: أهل المطلع 5، أصحاب مشاهدة الوجه 6، الملامية 7.

يقول ابن العربي:

“ لما كانت الأمور كلها لها أربعة احكام: حكم ظاهر وحكم باطن وحكم حد وحكم مطلع. .. وجه الحق في كل شيء وهو المطلع: فاطلع فما وقعت عينه على الأشياء وانما وقعت عينه على وجه الحق فيها، الذي ارتبطت في وجودها به والذي ظهرت عنه 8. . “ ( ف 2 / 177 ).

“ المطلع: النظر إلى عالم الكون والناظر حجاب العزة. هو العماء 9 والحيرة 10 “. ( اصطلاحات ص 297 ).

“ أهل المطلع 11. . الناظر إلى الكون بعين الحق. .. “ ( الفتوحات ج 2 ص 129 ).

..........................................................................................

( 1 ) الكلام بعده مبتور. في اللسان: “ يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من امر الآخرة عقب الموت “.

( 2 ) يقول البيضاوي في شرح “ اطلع “ هنا:

“ وما كان اللّه ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر وايمان. .. “ ( أنوار التنزيل ج 1 ص 81 ).

( 3 ) انظر فهرس الأحاديث حديث رقم ( 31 ).

( 4 ) انظر “ عين ثابتة “.

( 5 ) قسم ابن العربي مراتب رجال اللّه في فهم القرآن أربعة: رجال الظاهر - رجال الباطن - رجال

الحد - رجال المطلع. وقد استطرد في شرح صفاتهم ومقامهم ومجال تصرفهم كما أنه أورد مشاهيرهم. انظر الفتوحات السفر الثالث نشر عثمان يحي الفقرات: 153 - 158 ب.

( 6 ) وردت عبارة “ أصحاب مشاهدة الوجه “ في الفتوحات ج 2 ص 177.

( 7 ) رجال المطلع - الملامية. انظر الفتوحات السفر الثالث الفقرة 158. راجع “ ملامية “.

( 8 ) يقول الجيلي في المعنى نفسه شعرا :” تجلى حبيبي في مرائي جماله * ففي كل مرأى للحبيب طلايع

فلما تبدى حسنه متنوعا * تسمى بأسماء فهن مطالع “راجع مخطوط المكتبة الوطنية باريس رقم 3430 ورقة 37 ب.

( 9 ) ليس المراد هنا “ العماء “ بل “ بحر “ العماء عند ابن العربي، من حيث إنه حجاب العزة للحق وللخلق انظر “ بحر العماء “.

( 10 ) المطلع هو الحيرة ( حيرة عرفان ) من حيث إنه نهاية الفهم للشيء، يأتي بعد الظاهر والباطن والحد.

وقد رأينا عند بحث الحيرة انها نهاية المعرفة. انظر “ حيرة “.

( 11 ) يراجع بشأن “ مطلع “ عند ابن العربي:

- الفتوحات ج 2 ص 5، 254.

- كتاب الشاهد ص 17

- كتاب مشاهد الاسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية. خاصة: المشهد السادس حيث يتكلم على الظاهر والباطن والحد والمطلع.

كما يراجع:

- شرح تائية ابن الفارض ق 19: “ ان للقرآن ظهرا وبطنا. ..

وظهره: ما يفهم من ألفاظه. .. وبطنه: المفهومات اللازمة للمفهوم الأول، وحده: ما اليه ينتهي غاية ادراك الفهوم والعقول.

ومطلعه: ما يدرك منه على سبيل الكشف والشهود من الاسرار. .. “.

- الاصطلاحات الصوفية عز الدين المقدسي ق 83 أ:

“ الظهر: التفسير، والبطن: التأويل والحد: ما يتناهى اليه الفهم، والمطلع: ما يصعد منه اليه فيطلع على شهود الملك العلام ملك الملوك. .. “.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!