الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


405. - الشيئيّة

مرادف: شيئية الثبوت، شيئية الوجود

في اللغة:

“ الشيء ما يصح ان يعلم ويخبر عنه فيشمل الموجود والمعدوم ممكنا أو محالا قديما أو حديثا.

وفي الاصطلاح خاص بالموجود خارجيا كان أو ذهنيا. والشيء أعم العام كم أن اللّه أخص الخاص. وهو مذكر يطلق على المذكر والمؤنث ويقع على الواجب والممكن والممتنع. وهو في الأصل مصدر شاء اطلق تارة بمعنى شاء اسم فاعل. .. “ ( محيط المحيط. بطرس البستاني ج 1 ص 1144 ).

في القرآن:

يقف الباحث على اعتاب لفظ “ شيء “ مبهورا بشموله واتساعه لكل الكائنات والاحداث والأمور. فكلمة “ شيء “ من أعم الكلمات وأبعدها عن التعريف بل تكاد تكون نكرة باطلاق. ونشبهها بشيء من التجوز “ بالماء “:

فكما يتخذ الماء شكل الاناء الذي يوضع فيه نراها تتخذ جنس ما تطلق عليه.

ويطلق القرآن العزيز لفظ شيء على كل ما سوى اللّه، مهما تباعدت الأجناس.

ونورد على سبيل المثال لا الحصر المعاني التالية:

( 1 ) شيء - أمر :” أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ “[ 11 / 72 ] .” وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ “( 13 / 8 ).

( 2 ) شيء - كل ما سوى اللّه .” وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ “. ( 17 / 44 ).

( 3 ) شيء - حدث، مسألة، فعل .” قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَل تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً “( 18 7/ ).

كما يراجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم مادة “ شيء “.

عند ابن العربي:

ان لفظ “ شيء “ يرادف عند ابن العربي مفهوم “ العين “ 1، فكل ما تعين من الوجود وفي الوجود فهو شيء 2.

كما أنه يطابق “ العين “ من حيث اطلاقه على الماهية في حال ثبوته العلمي قبل خروجها إلى الوجود العيني ،

فالشيئية تطلق:

- على العين الثابتة ( شيئية ثبوت ).

- وعلى العين الموجودة المتحققة في الزمان والمكان ( شيئية وجود ).

ولن نكثر من شرح موقف ابن العربي هذا لأننا تكلمنا عليه مطولا عند بحثنا في “ عين ثابتة “ ( فلتراجع ).

اما نصوص ابن العربي في الشيئية بشقيها، فنوردها فيما يلي:

“ ( 1 ) الا ترى قوله” وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً “[ 19 / 9 ]

وقوله” إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ “[ 36 / 82 ] فنفى الشيئية 3 عنه وأثبتها له، والعين هي العين لا

غيرها “ ( ف 2 / 56 ).

“. .. فالفكر يقول [ في بدء الخلق ] ما ثم شيء ثم ظهر شيء لا من شيء، والشرح يقول وهو القول الحق: بل ثم شيء فصار كونا ؛ وكان غيبا فصار عينا “ ( ف 2 / 402 ).

( 2 ) “ فلا يتصف [ الوجود ] بالعدم لان العدم نفي الشيئية، والشيئية معقولة:

وجودا وثبوتا وما ثم رتبة ثالثة، فإذا سمعت نفي شيئية فإنما ينفي النافي، عن شيئية الثبوت شيئية الوجود خاصة، فان شيئية الثبوت لا تنفيها شيئية الوجود 4 فقوله” وَلَمْ تَكُ شَيْئاً “[ 19 / 9 ] هو شيئية الوجود لأنه جاء بلفظ “ تك “، وهي حرف وجودي فنفاه “ بلم “. .. “ ( ف 4 / 167 ).

..........................................................................................

( 1 ) يطلق ابن العربي لفظ شيء على كل ما سوى اللّه، يقول: “ اما نحن فلا نثبت اطلاق لفظ الشيئية على ذات الحق لأنها ما وردت ولا خوطبنا بها. “ ( ف 2 / 99 ).

فليراجع كتاب المقالات الاسلاميين للأشعري ج 2 رقم البحث 241 ( هل يسمى اللّه تعالى شيئا ) - 242 ( اختلفوا في معنى انه شيء على ستة أقوال. . ).

( 2 ) انظر “ عين “.

( 3 ) يراجع بخصوص شيئية عند ابن العربي:

- الفصوص ج 1 ص 177، ج 2 ص 280، 344 ،

- الفتوحات ج 1 ص 139. ج 2 ص 95، 99 ج 3، ص 267، ج 4، ص 8، 325 - 340.

( 4 ) بخصوص “ شيئية الثبوت “ و “ شيئية الوجود “ عند ابن العربي فليراجع:

- الفتوحات ج 3 ص 254، 263.

- الفتوحات ج 4 ص 19، 68، 267 ،

كما يراجع: - علم الحقائق ق 3 أ، 4 ب.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!