الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


365. - السّمسمة

ان “ السمسمة “ بذر أو ثمرة نبات سنوي أزهاره انبوبية الشكل، ولكنها

عند الشيخ ابن العربي تتحول إلى رمز لكل ما يكتنفه الخفاء ويدق عن العبارة، ولا تدركه حتى الإشارة 1.

يقول:

“ السمسمة. .. معرفة دقيقة في غاية الخفاء تدق عن العبارة 2، ولا تدرك بالإشارة مع كونها ثمرة شجرة. .. [ هذه الشجرة هي ] الانسان الكامل. .. “ ( ف 2 / 130 ).

لقد ربط الشيخ ابن العربي السمسمة بالانسان الكامل فجعلها ثمرته. ولهذ تفسيران:

أولا - ان السمسمة رمز للمعرفة التي هي ثمرة الانسان.

ثانيا - ان اللّه عندما خلق آدم الذي هو الانسان الكامل بقيت من طينته قدر “ السمسمة “ هي ما يسميها الشيخ ابن العربي ارض الحقيقة، وما يسميها الجيلي “ ارض السمسمة “ 3.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. لما خلق اللّه آدم عليه السلام. .. وفضل من الطينة بعد خلق النخلة قدر السمسمة في الخفاء. .. “ ( ف 1 / 126 ).

وواضح من النص ان السمسمة وردت من باب التشبيه بصغر حجمها 4 ولكنه أضحت رمزا لكل ما خفي ودقّ عن البيان وعزّ ادراكه 5.

..........................................................................................

( 1 ) يقول الشيخ ابن العربي في شرحه لكتاب خلع النعلين ورقة 169

: “ قصد [ ابن قسي ] في السمسمة المقدار مما هو الامر في نفسه عليه ل الغموض والخفاء. .. “

( 2 ) هذا التعريف حرفيا تقريبا نجده في:

- لطائف الاعلام ق 103 ب

- جامع الأصول الكمشخانوي ص 62 ،

- تعريفات الجرجاني ص 127.

( 3 )

( 4 ) راجع كتاب “ كشف الغايات في شرح ما اكتنفت عليه التجليات “ نشر عثمان يحي مجلة المشرق 1967 ص ص 457 - 458 حيث يستعمل الشارح للتجليات كلمة سمسمة كاستعمال القرآن الكريم لكلمة ذرة في الآية” وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ.. . “. ( 99 / 7 - 8 ) انظر الشرح مع املاء ابن سودكين.

( 5 ) ينتقل الجيلي من “ السمسمة الباقية من طينة آدم “ اي من التشبيه بين الطينة الباقية في صغرها بالسمسمة إلى استعمال كلمة سمسمة كرمز لهذه الطينة فتصبح: ارض السمسمة. يقول:

“ ومن هذا التجلي [ تجلي صفة القدرة ] عجائب “ السمسمة “ الباقية من طينة آدم التي ذكرها الشيخ ابن العربي في كتابه “ ( الانسان الكامل 1 / 41 )

“ فبرز اليّ رجل. .. وقال: اللّه ان هذا عالم الغيب رجاله جزيلة العدد. .. ينبغي للواصل إليهم. .. ان يتزيا بزيهم الفاخر. .. قلت [ الجيلي ]: ومن اين أجد تلك الأثواب. .. فقال: الثياب في سوق السمسمة الباقية والأطياب في ارض. .. فقلت:

وهل أجد سبيلا إلى هذا المحل العجيب [ سوق السمسمة الباقية ]. .. فقال نعم: إذا كمل وهمك. .. وتمكّنت بمشاهدة الحس لمعاني الخيال. .. حينئذ تنسج لك من تلك المعاني ثيابا وإذا لبستها فتح لك إلى السمسمة بابا. .. فأشار بيده بعد همهمة فإذا انا في ارض السمسمة “ ( الانسان الكامل ج 2 ص ص 26 - 27 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!