الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


354.  – السّفر

في اللغة:

“ السين والفاء والراء أصل يدل على الانكشاف والجلاء من ذلك السّفر، سمّي بذلك لان الناس ينكشفون عن أماكنهم..

والسّفر: الكتابة.

والسفرة: الكتبة وتسمّى بذلك لأن الكتابة تسفر عما يحتاج اليه من الشيء المكتوب “. ( معجم مقاييس اللغة مادة “ سفر “ ).

في القرآن:

( ) السفر: قطع المسافة” وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ “( 2 / 185 ).

( ب ) بالمعنى اللغوي السابق، اي الانكشاف والجلاء” وَالصُّبْحِ إِذ أَسْفَرَ.. . “ ( 74 / 34 ).

( ج ) مسفر: مشرق” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ “( 80 / 38 ).

( د ) السفرة: الكتبة، والسّفر: الكتابة” بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرامٍ بَرَرَةٍ “( 80 / 15 ).

قال تعالى: “ كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً “( 62 / 5 ).

عند الشيخ ابن العربي:

لم يضف الشيخ ابن العربي شيئا يذكر على مضمون “ السفر “ كما وصل اليه من اسلافه، فالسفر: هو سير القلب في توجهه إلى الحق بالذكر.

فالمعنى الاصطلاحي للمفرد حافظ على مضمونه عند الشيخ ابن العربي، وان كان قد اخذ تفصيلات مراتبية تدخل في نطاق النظريات 1.

يقول :1 - السفر الصوفي.

“ ثم يرحل العبد من “ منزل قوله “ إلى “ منزل سمعه “ ليسمع ما يجيبه الحق تعالى على قوله. وهذا هو “ السفر “. ( السفر الثالث. فق 182 ).

“ والسفر عمل: قلبا وبدنا، معنى وحسا “ ( السفر الثالث - فق 229 ب ).

 - السفر عامة.

“ المسافر [ هو ] صاحب النظر في الدليل، فإنه مسافر بفكره في منازل مقدماته وطريق ترتيبها، حتى ينتهج له الحكم في المسألة المطلوبة “ ( الفتوحات، السفر الخامس - فق 520 ).

“ والاخذ للعلم بالمجاهدة - والاعمال أيضا سفر. فكما سافر العقل بنظره الفكري إلى العالم، سافر العامل بعمله واجتمعا في النتيجة. .. “ ( الفتوحات، السفر الخامس فق 522 ).

“ والسفر هو التزيه الذي ينتقل من تلفظك به، في التعليم، إلى سمع المتعلم السامع، فيؤثر في نفس السامع حصول ذلك العلم “ ( الفتوحات، السفر الخامس - فق 270 ).

..........................................................................................

( 1 ) اتفق كل من اهتم باصطلاحات الصوفية على معنى “ السفر “ ومراتبه ومقاصده ونهاية حده لذلك ننقل نصوصا منها للاستفادة:

- كتاب التعريفات الجرجاني:

“ السفر لغة قطع المسافة، وشرعا هو الخروج على قصد مسيرة ثلاثة أيام ولياليها فما فوقها بسير الإبل ومشي الاقدام. والسفر عند أهل الحقيقة عبارة عن سير القلب عند اخذه في التوجه إلى الحق بالذكر. والاسفار أربعة.

السفر الأول وهو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة وهو السير إلى اللّه من منازل النفس، بإزالة التعشّق من المظاهر والاغيار إلى أن يصل العبد إلى الأفق المبين وهو نهاية مقام القلب.

السفر الثاني وهو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلمية الباطنة، وهو السير في اللّه بالاتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه، وهو السير في الحق بالحق إلى الأفق الاعلى وهو نهاية حضرة الوحدانية.

السفر الثالث وهو زوال التقيد بالضدين الظاهر والباطن، بالحصول في أحدية عين الجمع وهو الترقي إلى عين الجمع والحضرة الأحدية - وهو مقام قاب قوسين ما بقيت الأثنينة، فإذا ارتفعت وهو مقام أو أدنى وهو نهاية الولاية.

السفر الرابع عند الرجوع عن الحق إلى الخلق وهو أحدية الجمع والفرق بشهود اندراج الحق في الخلق واضمحلال الخلق في الحق حتى يرى العين الواحدة في صورة الكثرة. وصورة الكثرة في عين الوحدة. وهو السير باللّه عن اللّه للتكميل وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع “ ( ص 134 ). - كتاب جامع الأصول. الكمشخانوي.

“ ( السفر ) هو توجه القلب إلى الحق، والاسفار أربعة: الأول هو السير إلى اللّه من منازل النفس إلى الوصول إلى الأفق المبين وهو نهاية مقام القلب ومبد التجليات الاسمائية. الثاني هو السير في اللّه بالاتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه إلى الأفق الاعلى وهو نهاية الحضرة الواحدية. الثالث هو الترقي إلى عين الجمع والحضرة الأحدية وهو مقام “ قاب قوسين “. ما بقيت الاثنينية. فإذا ارتفعت فهو مقام “ أو أدنى “ وهو نهاية الولاية. السفر الرابع هو السير باللّه عن اللّه للتكميل وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع “ ( ص 62 ).

- كتاب ختم الأولياء. النص لحيدر بن علي العلوي الآملي:

“ والاسفار أربعة عندهم. الأول هو السير إلى اللّه في منازل النفس إلى الأفق المبين. وهو ( الأصل: وهي ) نهاية مقام القلب ومبدأ الاسمائية. والثاني، السفر باللّه بالاتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه إلى الأفق الاعلى ونهاية الحضرة الواحدية. والثالث، هو الترقي إلى عين الجمع وحضرة الأحدية. وهو مقام “ قاب قوسين “ ما بقيت الاثنينية فإذا ارتفعت فهو مقام “ أو أدنى “ وهو نهاية الولاية. الرابع هو السير باللّه عن اللّه للتكميل. وهو مقام البقاء بعد الفناء بعد الجمع. ولكل واحدة من هذه الاسفار نهاية كما كان لها بداية.

“ فنهاية ( السفر ) الأول هو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة. ونهاية السفر الثاني هو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة. ونهاية السفر الثالث هو زوال التقييد بالضدين: الظاهر والباطن، بالحصول في أحدية عين الجمع.

ونهاية السفر الرابع، عند الرجوع عن الحق إلى الخلق في مقام الاستقامة، الذي هو أحدية الجمع والفرق: بشهود اندراج الحق في

الخلق واضمحلال الخلق في الحق، حتى يرى العين الواحدة في صور الكثرة في عين الوحدة ! “ ( ص 503 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!