الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


249. - دخان

في اللغة:

“ الدال والخاء والنون أصل واحد، وهو الذي يكون عن الوقود، ثم يشبّه به كلّ ما يشبهه من عداوة ونظيرها. فالدخان معروف، وجمعه دواخن على غير قياس. .. فام الحديث: “ هدنة على دخن “ فهو استقرار على أمور مكروهة.

والدخنة من الألوان: كدرة في سواد “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ دخن “ )

في القرآن:

ورد مفرد “ دخان “ في القرآن في موضعين:

( 1 ) بالمعنى اللغوي السابق اي الدخان المعروف.

قال تعالى: ” فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ “[ 44 / 11 ]

فهذا اليوم هو إما يوم شدة ومجاعة، أو هو اليوم المعدود من اشراط الساعة، أو هو يوم القيامة 1، وعلى كل الأحوال لئن كان الخلاف على تحديد اليوم قائما فإنه لا يشمل “ الدخان “.

( 2 ) للإشارة إلى كونية معينة للسماء في وقت معين.

قال تعالى: ” ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَه وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ “[ 41 / 10 ].

يقول البيضاوي:

“ وهي دخان: أمر ظلماني ولعله أراد به مادتها. .. “ ( ج 2 / 186 )

عند الشيخ ابن العربي:

اطلق الشيخ ابن العربي على السماوات السبع وكل ما دونها اسم “ الدخان “، لما في الدخان من خاصية كونه جسما يقبل التشكل والاستحالات - في مقابل “ الجنان “ بما فيها من صفات الأبدية.

فالكون كما يرسمه حكيم مرسية دوائر، والسماء السابعة المحيطة بكل م دونها من سماوات وأرضين وعناصر. .. هي منتهى الدخان.

اي نهاية الأجسام القابلة للاستحالات، وما فوقها [ جنان وخلافه ] ثابت لا يستحيل.

من الممكن ان الشيخ ابن العربي استفاد مضمون الفكرة [ الاستحالة ] دون المصطلح [ دخان ] من الآية الكريمة التي تشير إلى تبدل السماء والأرض في أوقات يحددها اللّه عز وجل :” يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ.

قال تعالى: " وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ “[ 14 / 48 ]

يقول الشيخ ابن العربي:

“ والسماء السابعة. .. منتهى الدخان، ولا بد لها [ للسماء السابعة ] ولمن هو تحتها [ الأرضون، العناصر. .. ] من الاستحالة إلى صور كانت عليها أو على أمثالها قبل أن تكون سماء “ ( ف 2 / 280 ).

كما يراجع بقية النص في الفتوحات ج 2 ص 278 - 280، حيث يصف شيخن الأكبر معراج التابع المحمدي [ معراج روحي ] على رفرف العناية، ووقوف صاحب النظر الذي رافقه في معراجه على براق الفكر عند السماء السابعة، لأنها منتهى الدخان أو آخر الدخان، ولا يحق له ان يتخطاها إلى رؤية الجنان.

..........................................................................................

( 1 ) راجع تفسير البيضاوي ج 2 ص 205.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!