الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


219.  – الخضر

في اللغة:

“ الخاء والضاء والراء أصل واحد مستقيم، ومحمول عليه فالخضرة من الألوان معروفة.

والخضراء: السماء، بلونها، كما سميت الأرض، الغبراء. ..

ان كل ما خالف البياض فهو في حيّز السواد. .. فيسمى الأسود اخضر، والخضر، قوم سمو بذلك لسواد ألوانهم. ..

فأما قوله :وانا الأخضر من يعرفني * اخضر الجلدة في بيت العربف إنه يقول:

انا خالص، لأن ألوان العرب سمرة. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ خضر “ )

في القرآن:

ورد الأصل “ خضر “ في القرآن في أصلين:

- الخضرة من الألوان. وفي الوقت نفسه للتعبير عن الحياة في مقابل اليبس والموات.

قال تعالى: ” وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ “( 18 / 31 )

قال تعالى: ” إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ، وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ “( 12 / 43 ).

ب - الخضر اسم لانسان ،

أشار اليه القرآن، دون ان يسميه [ الخضر ]، بالعبارة “ عبد من عبادنا “ وهو يمثل العبد الذي تولى اللّه تعليمه العلم اللدني، مما جعل نبيا [ موسى ] يسأله ان يتبعه في سبيل ان يتعلم هذا العلم اللدني .” فَوَجَدَ[ موسى وفتاه ]عَبْداً مِنْ عِبادِنا[ الخضر ]آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً. قالَ لَهُ مُوسى: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً. .. “( 18 / 65 - 66 ).

إلى آخر الآيات التي تفصل حادثه الخضر وموسى عليهما السلام، فلتراجع سورة الكهف الآيات من 65 إلى 82.

عند الشيخ ابن العربي:

اتخذ “ الخضر “ في مؤلفات الشيخ الأكبر وجه الرمز عامة، في “ اثنينية “ تقابلية تكاد تكون من خصائص فكره.

****

جعل الشيخ ابن العربي “ الخضر “ في مقابل “ الياس “. الأول عبّر به عن “ البسط “ والثاني عبّر به عن القبض.

وان استطعنا ان نلمح الصلة بين الخضر والياس مما جعل الشيخ ابن العربي يقابلهما، فإننا بصعوبة نتمكن من التكهن بالعلاقة بين الخضر والبسط، وبين الياس والقبض.

الخضر والياس يجمعهما شيء واحد عند الشيخ ابن العربي: الحياة.

فإن الياس الذي هو إدريس رفعه اللّه مكانا عليا، وهو إلى الآن حي [ انظر “ إدريس “ ] والخضر كذلك يتمتع بهذه الحياة المستمرة.

ومن ناحية ثانية، ان “ صاحب الزمان “ أو “ القطب “ [ انظر “ قطب “ ] يمدّ أرواح المؤمنين والسالكين بتجليات يجدن اثرها في نفوسهم: قبضا وبسطا.

[ هذان الاثران هما للاسمين الإلهيين: الجلال والجمال ]

ويكون عطاء القطب هذا عن طريقين: الياس والخضر.

الأول: للقبض والثاني للبسط.

ولا نكاد نجد العلاقة بين الخضر والبسط، والياس والقبض في نصوص الشيخ الأكبر، مما يوقعنا في التكهنات، التي نجد جذورها في “ طبيعة نفسية “ الخضر، و “ طبيعة نفسية “ الياس كما صورتهما كتب وسير الأنبياء. أو

ببساطة هذه العلاقة منبعها ايحاءات الاسمين: خضر والياس في النفس عند التلفظ بهما أو كتابتهما.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فان قلت: وما الغوث ؟

قلنا: صاحب الزمان وواحده، وقد يكون ما يعطيه على يد الياس. فان قلت: وما الياس ؟ قلنا: عبارة عن القبض. وقد يكون ما يعطيه [ الغوث ] على يد الخضر. فان قلت: وما الخضر ؟

قلنا: عبارة عن البسط. .. “ ( ف 2 / 131 ).

انظر “ إدريس “.

****

الخضر رمز للعلم الباطن، وهو العلم اللدني الذي خصه الشيخ ابن العربي بالأولياء، والأنبياء من حيث كونهم أولياء.

اي ان العلم الباطن أو علم الحقيقة هو بكلمة أخرى علم الولاية في مقابل علم النبوة [ ظاهر ]، ولا يجب هنا ان ننظر إلى علم الولاية وعلم النبوة - إذا أمكن التعبير - على أنهما علمان منفصلان لشخصين: النبي والولي.

بل هما علمان لشخص واحد: النبي.

وانما من حيثيتين: من حيثية كونه نبيا [ ظاهر ] ومن حيثية كونه وليا [ باطن ].

انظر “ ولاية “

كما يراجع “ فصوص الحكم “ ج 2 ص 305.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!