الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


191. - ختم الختم

ان كلمة ختم مفردة تؤدي معان صفاتية 1 دون تعيين اشخاص بالذات.

ولذلك تتعدد الخواتم بتعدد النوع أو الحقيقة أو المعنى المختوم، مثل النبوة لها ختم [ محمد صلّى اللّه عليه وسلم ]، والولاية العامة لها ختم [ عيسى عليه السلام ]، والولاية الخاصة لها ختم [ الشيخ ابن العربي نفسه أو هكذا تشعر نصوصه ]، والخلافة لها ختم [ سليمان عليه السلام 2 ]، والعالم له ختم [ الانسان الكامل 3 ]. ولذلك لا بد من حقيقة تجمع في ذاتها صفات قوة هذه الخواتم جميعا وتكون هي: ختم الختم وهي لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم من حيث إنه جوامع الكلم 4 وحقيقة الحقائق 5، وما إلى ذلك من الألقاب التي تفيد: جمعيته.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ وان الخلافة عن اللّه مرتبة تشمل: الولاية والنبوة والرسالة والإمامة والامر والملك. فالكمال الانساني بكمال هذه المراتب. .. فقد جمع اللّه لآدم. ..

الولاية والنبوة. .. وجمع لسليمان الولاية والنبوة والرسالة والإمامة والامر، وكمال الخلافة وتمام الملك. فخلافته أكمل، ولذلك عم التسخير له، وتصرف بالامر الذي هو القول مكان تصرف غيره بالهمة. .. وجمع لعيسى الولاية والنبوة والرسالة والإمامة والامر والملك وتمام الرسالة فخلافته أكمل وتصرفه أعم. ..

وبه تمت دورة العبودية في الخلافة ولتمامها به قال سبحانه :” إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ “[ 3 / 59 ] فمماثلتهما من حيث الختمية.

لأن آدم ختم المظاهر الانسانية في العالم، وعيسى ختم مظاهر الرسالة في آدم فتصرفه أتم. .. الا تراه يحيي الموتى. .. ولما تمت دورة العبودية في الخلافة بعيسى، جاء اللّه بدورة السيادة في الخلافة بسيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلم فكان. .. جامعا للولاية والنبوة والرسالة والإمامة والامر والملك فهو: ختم الختم. .. فكمال من قبله كمال عن نقص ،

وكماله: كمال عن كمال. .. فأوتي جوامع الكلم. .. “ ( بلغة الغواص ق ق 54 - 55 ).

..........................................................................................

( 1 ) انظر “ ختم “

( 2 ) انظر “ خلافة “

( 3 ) انظر “ ختم “ “ المعنى “ “ الثاني “.

( 4 ) انظر “ جوامع الكلم “

( 5 ) انظر “ الحقيقة المحمدية “ .202 - خاتم الأولاد

يقول الشيخ ابن العربي:

“ وعلى قدم شيث يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الانساني، وهو حامل اسراره وليس بعده ولد 1 في هذا النوع. فهو خاتم الأولاد. وتولد معه أخت له قبله ويخرج بعدها يكون رأسه عند رجليها. ويكون مولده بالصين ولغته لغة أهل بلده. ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة ويدعوهم إلى اللّه فلا يجاب. فإذا قبضه اللّه تعالى وقبض مؤمني زمانه، بقي من بقي مثل البهائم لا يحلون حلال ولا يحرمون حراما. .. فعليهم تقوم الساعة. .. “ ( فصوص 1 / 67 ).

لم نوفق بنص آخر يورد عبارة “ خاتم الأولاد “ والواقع ان هذا المقطع من الفصوص اختلف فيه المفسرون، فمنهم من اعتبره في جملته رمزا حاول ايضاح مدلولاته 2، ومنهم من اخذه بظاهره معتبرا آخر مولود يولد من النوع الانساني ولدا حقيقيا، يحمل جميع اسرار شيث على نحو ما حمل شيث اسرار آدم.

والحقيقة اننا نميل إلى الاخذ بظاهر النص كما ذهب اليه بالي أفندي 3.

حيث إن الشيخ ابن العربي ربط كل ذلك بقيام “ الساعة “.

ولا يخفى ما يتضمن هذا المقطع من إشارات إليها وانطباق جوها مع جو الساعة كما وردت في الأحاديث الشريفة.

( 1 ) بخصوص “ ولد “ عند الشيخ ابن العربي انظر: الفتوحات ج 4 ص 363، 364، 369، 385، 418، كما يراجع “ ابن “ في هذا المعجم.

( 2 ) لقد اعتبر عفيفي هذا المقطع رمزيا، ونلخص موقفه بالكلمات التالية:

آخر الأولاد = القلب ( أو العقل ) كما يفهمه الصوفية

أخته = النفس الانسانية ،

الصين = القرار البعيد للطبيعة البشرية أو موضع السر منها.

الناس الذين دعاهم إلى اللّه = قوى النفس وجنودها.

مؤمني زمانه = قوى الانسان الروحية.

العقم = مهما كثر النكاح بين القوى الفاعلة والقوى المنفعلة في الانسان لن تلد ذلك المولود.

( 3 ) يرى بالي أفندي ان خاتم الأولاد هو ولد حقيقي يختم الذكور كما أن شيث أول الأولاد الذكور، وان أخته التي تولد معه هي خاتمة الأولاد الإناث كما أن أخت شيث أول أنثى. اما انه يخرج بعدها فذلك لابتداء الدورة على عكسها.

وهو ولي يظهر بعد عيسى عليه السلام ( خاتم الأولياء ) وظهوره لا يقدح في ختمية عيسى عليه السلام للولاية، لأنه لا يستجيب لدعوته أحد، كما لا ينافي ختمية محمد صلى اللّه عليه وسلم للنبوة ظهور عيسى في آخر الزمان.

راجع شرح بالي أفندي لفصوص الحكم ص ص 66 - 67.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!