الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


188. - الحيوان- الحيوانيّة

لا يقصد الشيخ ابن العربي بالحيوان والمرتبة الحيوانية تلك الصفة الشهوانية المعروفة 1 ولكن يشير بها إلى صفة الحياة مصدر اشتقاقها.

وهو يبين ان مرتبة الحيوان أكمل في الحياة وفي شرطها اي العلم 2 من مرتبة الانسان.

وهذا يتفق مع ما ذهب اليه في اشتقاق لفظ بهائم: من ابهام علومها على الانسان 3.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ويكون [ إدريس ] حيوانا مطلقا حتى يكشف ما تكشفه كل دابة ما عد الثقلين، فحينئذ يعلم أنه قد تحقق بحيوانيته.

وعلامته علامتان: الواحدة هذا الكشف، فيرى من يعذب في قبره ومن ينعم 4، ويرى الميت حيا والصامت متكلما 5 والقاعد ماشيا 6.

والعلامة الثانية: الخرس بحيث انه لو أراد ان ينطق بما رآه لم يقدر، فحينئذ يتحقق بحيوانيته 7 “ ( فصوص 1 / 186 ).

“ فان نكاح صاحب هذا المقام [ القطب ] كنكاح أهل الجنة، لمجرد الشهوة. .. وعلى هذا يجرى نكاح البهائم لمجرد الشهوة. .. وقد غاب الناس عن هذا الشرف، وجعلوه شهوة حيوانية نزهوا نفوسهم عنها، مع كونهم سمّوها بأشرف الأسماء وهو قولهم حيوانية، اي من خصائص الحيوان واي شرف أعظم من الحياة، فما اعتقدوه قبحا في حقهم هو عين المدح. .. “ ( ف 2 / 574 ).

“ واما الحيوانات فلنا منهم شيوخ، ومن جملة شيوخنا الذين اعتمدت عليهم الفرس فان عبادته عجيبة، والبازي والهرة والكلب والفهد والنملة وغير ذلك، فما قدرت قط ان اتصف بعبادتهم على حد ما هم عليها، وغايتي ان أقدر على ذلك في وقت دون وقت وهم في كل لحظة مع اعتقادهم بسيادتي عليهم يوبخونني ويعاتبونني “. ( روح القدس ص 147 ).

..........................................................................................

( 1 ) أحيانا يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ الحيوانية بالمعنى الكلاسيكي المشعر بالنقص. يقول:

“ وزوجت به وتنعم بها، ونال منها ما نال بحيوانيته لا بروحه وعقله، فل فرق بينه وبين سائر الحيوان بل الحيوان خير منه. .. “ ( ف 4 / 125 ).

( 2 ) راجع “ حياة “ المعنى “ الثاني “.

( 3 ) انظر “ بهائم “

( 4 ) انظر “ بهائم “

( 5 ) يرى الميت في نظر العامة حيا بالحياة السارية في جميع الموجودات كما أوردنا في شرح “ الحياة “ عند الشيخ ابن العربي، والصامت متكلما من حيث إنه م من شيء الا يسبح بحمد اللّه. اذن ليس من صامت فالكل متكلم. انظر “ حياة “.

( 6 ) إشارة إلى الآية :” وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ [/ 27 88 ].

( 7 ) انظر شرح عفيفي للحيوانية. الفصوص ج 2 ص 274، كما يراجع الشيخ ابن العربي الفصوص 1 / 192 - 193 ( حيوانية الانسان وحيوانية الحيوان ).

.

حرف الخاء

خ

.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!