الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


170. - حقيقة الحقائق

المترادفات: انظر مترادفات “ الانسان الكامل “.

حقيقة الحقائق هي عبارة عن حقيقة معقولة تجمع في ذاتها جميع ماهيات الحق والخلق المعقولة. فهي مجموع ماهيات الحضرتين الإلهية والكونية.

وهي بذلك أصل العالم 2.

ولنترك الشيخ ابن العربي يعرّف بنفسه ما يرمي اليه بحقيقة الحقائق، ونتغاضى عن طول النصوص لأنها تحمل في طياتها كل شرح نستطيعه ،

يقول:

“ واما الشيء الثالث [ - حقيقة الحقائق ] فما لا يتصف بالوجود ول بالعدم 3 ولا بالحدوث ولا بالقدم 4. ..

وكذلك لا يتصف بالكل ولا بالبعض، ولا يقبل الزيادة والنقص. .. وهذا أصل العالم، وأصل الجوهر الفرد، وفلك الحياة، والحق المخلوق به. .. وعن هذا الشيء الثالث ظهر العالم.

فهذا الشيء هو حقيقة حقائق العالم الكلية المعقولة في الذهن، الذي يظهر في القديم قديما وفي الحادث حادثا. فان قلت هذا الشيء هو العالم صدقت.

وان قلت، انه الحق القديم سبحانه، صدقت. .. وهو الكلّي الاعمّ الجامع للحدوث والقدم، وهو يتعدد بتعدد الموجودات، ولا ينقسم بانقسام الموجودات، وينقسم بانقسام المعلومات، وهو لا موجود

ولا معدوم، ولا هو العالم وهو العالم. .. هذا الشيء الثالث الذي نحن بسبيله لا يقدر أحد ان يقف على حقيقة عبارته، لكن نومئ اليه بضرب من التشبيه والتمثيل. ..

فنقول: نسبة هذا الشيء. .. إلى العالم كنسبة الخشبة إلى الكرسي والتابوت والمنبر والمحمل، أو الفضة إلى الأواني والالآت التي تصاغ منها، فخذ هذه النسبة ولا تتخيل النقص فيه كما تتخيل النقص في الخشبة بانفصال المحبرة عنها، واعلم أن الخشبة أيضا صورة مخصوصة في العودية فلا ننظر ابدا الا للحقيقة المعقولة الجامعة. .. وهذا الشيء الثالث. ..

فسمه ان شئت: حقيقة الحقائق أو الهيولى أو المادة الأولى أو جنس الأجناس. وسمّ الحقائق التي يتضمنها. .. الحقائق الأول أو الأجناس العالية. .. “ ( انشاء الدوائر ص ص 16 - 19 ).

“ حقيقة الحقائق المعقولة التي لها الحدوث في الحادث والقدم في القديم. ..

جمعت بين الحق والخلق فأنت العالم وهو العالم، ولكن أنت حادث فنسبة العلم إليك حادثة، وهو قديم فنسبة العلم اليه قديم، والعلم واحد في عينه وقد اتصف بصفة من كان نعتا له “ ( ف 4 / 311 ).

“ حقيقة الحقائق 5. .. التي تعم الخلق والحق وما ذكرها أحد من أرباب النظر الا أهل اللّه، غير أن المعتزلة نبهت على قريب من ذلك فقالت: ان اللّه قائل، بالقائلية، وقادر بالقادرية لما هربت من اثبات صفة زائدة على ذات الحق تنزيها للحق فنزعت هذا النزع فقاربت الأمر 6 “ ( ف 2 / 433 ).

..........................................................................................

“ ( 1 ) حقيقة الحقائق: يعنون بها باطن الوحدة وهو التعين الأول الذي هو أول رتب الذات الاقدس. ..

وذلك لكليته وكونه أصلا جامعا لكل اعتبار وتعين، باطنا لكل حقيقة الهية وكونية وأصلا انتشئ عنه كل ذلك

. وقد عرفت ان المراد بذلك هو الوحدة بما يندرج فيها من شؤونه واعتباراتها الغير ( غير ) المتناهية، وهي عين البرزخ الأول الأكبر الأقدم الذي هو الأصل الجامع لجميع البرازخ.

وقد يقال في تفسير حقيقة الحقائق ان ذلك هو اعتبار الذات الموصوف بالوحدة حلت عظمته من حيث وحدتها واحاطتها وجمعيتها للأسماء والحقائق، وتسمى أيضا مرتبة الجمع والوجود وحضرة الجمع والوجود. ..

وفي التحقيق الأوضح ان حقيقة الحقائق هي: الرتبة الانسانية الكمالية الإلهية الجامعة لساير الرتب كلها وهي المسماة بحضرة أحدية الجمع ومقام الجمع. ..

وهي أول مرتبة تعينت في غيب ذات اللّه تعالى “ ( لطائف الاعلام. ورقة 82 )

كما يراجع في تعريف “ حقيقة الحقائق “:

- الكشاف. للتهانوي. ج 2. ص 334 ( حقيقة الحقائق - العماء ) ج 5 ص ص 1081 - 1082 ( العمى - العماء ).

- الاصطلاحات الصوفية. القاشاني. ورقة 80 أ.

- جامع الأصول. الكمشخانوى. ص 58 ( حقيقة الحقائق - الذات الأحدية الجامعة لجميع الحقائق ).

- الانسان الكامل. الجيلي ج 1. الباب الخامس ( في الأحدية. ص ص 25 - 26 ).

- مشكاة الأنوار. الغزالي. نشر عفيفي. ص ص 55 - 56 ( حقيقة الحقائق ).

اما بخصوص “ حقيقة الحقائق “ من ناحية أصلها الفلسفي فيظهر ان الشيخ ابن العربي استفادها من اوريجن ( انظر “ نظريات الاسلاميين “ عفيفي. ص 50 ومقدمة الفصوص، ص 18)

( 2 ) يظهر عند بحث “ العماء “ انه يرادف “ حقيقة الحقائق “ فليراجع.

( 3 ) اي انها حقيقة معقولة. والوجود العقلي لا يتصف بالوجود ول بالعدم.

( 4 ) لا تتصف بالحدوث ولا بالقدم لأنها من حيث كونها حقيقة معقولة تتبع ما تنسب اليه فتصبح قديمة في القديم حادثة في الحادث. كالعلم مثلا قديم في القديم حادث في الحادث.

( 5 ) اما بخصوص “ حقيقة الحقائق “ عند الشيخ ابن العربي فليراجع:

- الفصوص ج 1. ص 49، ج 2 ص 10، 322 ،

- انشاء الدوائر ص 1، 36.

- التدبيرات الإلهية، ص ص 120، 128

- كتاب الأزل. ص 9.

- الفتوحات ج 1 ص 119، ج 3 ص 199.

كما يراجع:

- شرح تائية ابن الفارض القيصري ورقة 31

- مطلع خصوص الكلم ورقة 4، 15.

- تأويلات القيصري ورقة 166 ب.

- اما بخصوص الأصل الذي استقى منه الشيخ ابن العربي موقفه في “ حقيقة الحقائق “ فليراجع مقال عفيفي “ نظريات الاسلاميين في الكلمة “.

( 6 ) راجع “ صفة “ وموقف المعتزلة خاصة ومشابهته لموقف الحاتمي.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!