الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


148.  – حبل

في اللغة:

“ الحاء والباء واللام أصل واحد يدل على امتداد الشيء ثم يحمل عليه، ومرجع الفروع مرجع واحد، فالحبل الرسن معروف والجمع حبال. والحبل:

القطعة من الرّمل يستطيل. .. والمحمول عليه الحبل، وهو العهد “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ حبل “ )

في القرآن:

ورد الأصل “ حبل “ في القرآن على وجهين:

- 1الحبل المعروف :” فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى “[ 20 / 66 ]” وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ “1 [ 111 / 5 ]

- 2على سبيل الإعارة :” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ 2جَمِيعاً وَل تَفَرَّقُوا “ [ 3 / 103 ]” وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ “3 [ 50 / 16 ]

عند الشيخ ابن العربي:

حدد الشيخ ابن العربي معنى الحبل بالدور الذي له، أي: الوصل، فالحبل هو الوصل لأنه يوصل.

والآية القرآنية “ فهو أقرب الينا من حبل الوريد “ تشير إلى قربين للحق من عباده: قرب حبل الوريد - والقرب الأقرب من حبل الوريد.

فما هو القرب الأقرب من حبل الوريد ؟ أو ما هو الوصل الاوصل من الوريد ؟

هذا ما يحدده نص الشيخ ابن العربي يقول:

“ فإنه عز وجل “ أقرب الينا من حبل الوريد “ وقال تعالى :” فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ “4، وقال :إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ( 4 ).

فهو القريب بنزوله من العرش إلى السماء الدنيا وهو أقرب: فإنه معن أينما كنا، فهو المسمى بالقريب الأقرب.

فهو أقرب الينا منا، لان حبل الوريد منا. والحبل الوصل، فهو أوصل فإنه ما كان الوصل الا به، فبه نسمع ونبصر ونقوم ونقعد ونشاء ونحكم وهذه الأحكام ليست لحبل الوريد. .. “ ( ف 4 / 272 ).

..........................................................................................

( 1 ) يقول البيضاوي في شرح الآية :” فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ “: اي مما مسد اي فتل ومنه رجل ممسود الخلق اي مجدوله “ ( البيضاوي ج 2 ص 317 )

( 2 ) يقول البيضاوي في شرح الآية :” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً “بدين الاسلام أو بكتابه، لقد قال عليه السلام “ القرآن حبل اللّه المتين “ استعار له الحبل من حيث إن التمسك به سبب للنجاة من الردى، كما أن التمسك بالحبل سبب للسلامة من التردي والوثوق به والاعتماد عليه الاعتصام ترشيحا للمجاز. .. “ ( البيضاوي ج 1 ص 73 ).

( 3 ) يقول البيضاوي في شرح الآية :” وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ “. اي ونحن اعلم بحالة من كان أقرب اليه من حبل الوريد. .. والحبل العرق واضافته للبيان. . “ ( البيضاوي ج 2 ص 228 )

( 4 ) إشارة إلى الآيتين:

-” وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ “[ 2 / 186 ]

-” إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ “[ 11 / 61 ].


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!