يرفع من اتصل به نريد كل حرف إذا وقفت على سره ورزقت التحقق به والاتحاد تميزت في العالم العلوي
[الحروف المقدسة]
وأما قولنا مقدس أي عن التعلق بغيره فلا يتصل في الخط بحرف آخر وتتصل الحروف به فهو منزه الذات تمدها ستة أفلاك عالية الأوج عنها وجدت الجهات هذه الستة الأحرف بحر عظيم لا يدرك قعره فلا يعرف حقيقتها إلا الله وهي مفاتح الغيب وندرك من باب الكشف أثرها المنوط بها وهي الألف والواو والدال والذال والراء والزاي وأما قولنا مفرد ومثنى ومثلث ومربع ومؤنس وموحش فنريد بالمفرد إلى المربع ما نذكره وذلك أن من الأفلاك التي عنها توجد هذه الحروف ما له دورة واحدة فذلك قولنا مفرد ودورتان فذلك المثنى هكذا إلى المربع وأما المؤنس والموحش فالدورة تأنس بأختها الشيء يألف شكله قال تعالى لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورَحْمَةً فالعارف يألف الحال ويأنس به نودي عليه السلام في ليلة إسرائه في استيحاشه بلغة أبي بكر فآنس بصوت أبي بكر خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من طينة واحدة فسبق محمد صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا فكان كلامهما كلامه سبحانه فلم يعد المرتبة وعدى الخطاب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية