The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

«الأول حضرة الأولية»

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[83] - «الأول حضرة الأولية»

سبحان من جمع العباد لذكره *** يوم العروبة فاصطفاه الأول‏

ختم الإله به وجود عباده *** شرعا وعقلا سادتي فتأولوا

ما قلته فلقد أتيت بحكمة *** غرا جلاها المقام الأنزل‏

لما تواضع عن علو مكانه *** في ذاته أخفاه عنا الأسفل‏

فهو المهيمن لا أشك وإنه *** لهو الجواد على العباد المفضل‏

[أبا الوقت‏]

يدعى صاحبها عبد الأول ويكنى غالبا أبو الوقت لما حصل في النفوس من تقدم الزمان المسمى دهر الذي تفصله الأوقات فكانت كنية عبد الأول أبا الوقت كما كانت كنية آدم أبو البشر فالأول للأوقات أب لها كآدم لسائر الناس فالحضرة الأولية بها ظهر كل أول من أشخاص كل نوع كآدم في نوع الإنسان وكجنة عدن من الجنات وكالعقل الأول من الأرواح وكالعرش من الأجسام وكالماء من الأركان وكالشكل المستدير من الأشكال ثم ينزل الأمر إلى جزئيات العالم فيقال أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني وأول من رمى بسهم في سبيل الله سعد ابن أبي وقاص وأول شعر قيل في العالم الإنساني‏

تغيرت البلاد ومن عليها *** فوجه الأرض مغبر قبيح‏

ويعزى هذا الشعر لآدم عليه السلام لما قتل قابيل أخاه هابيل فقال عليه السلام ما من قتيل يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم كفل من الوزر لأنه أول من سن القتل ظلما ولنا جزء في الأوليات وهو جزء بديع عملته بملطية من بلاد يونان أو بمكة والله أعلم وأول بيت وضع للناس معبدا الكعبة وأول اسم إلهي في الرتبة الاسم الحي والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!